تفسير قوله تعالى : (ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه)
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوانجودة الطباعة - أسودملف نصّي
تفسير قوله تعالى : (ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه)
كان همها للمعصية ، أما يوسف عليه السلام فإنه لو لم ير برهان ربه لهم بها – لطبع البشر – ولكنه لم يهم ؛ لوجود البرهان . إذا في الكلام تقديم وتأخير ، أي : لولا أن رأى برهان ربه لهم بها .قال أبو حاتم : كنت أقرأ غريب القرآن على أبي عبيدة ، فلما أتيت على قوله :(ولقد همت به وهم بها) قال أبو عبيد : هذا على التقديم والتأخير؛ كأنه أراد : ولقد همت به ، ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها.
وقال الشنقيطي : ” الجواب عنه من وجهين :الأول : أن المراد بهم يوسف خاطر قلبي صرفه عنه وازع التقوى ، وقال بعضهم : هو الميل الطبيعي والشهوة الغريزية المذمومة بالتقوى ، وهذا لا معصية فيه ؛ لأنه أمر جبلي لا يتعلق به التكليف ، كما في الحديث : أنه صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين نسائه فيعدل ، ثم يقول : ( اللهم هذا قسمي فيما أملك ، فلا تلمني فيما لا أملك ) أبو داود .ومثل هذا ميل الصائم إلى الماء البارد والطعام مع أن تقواه تمنعه من الشرب والأكل وهو صائم .وقال صلى الله عليه وسلم : ( من هم بسيئة فلم يفعلها كتبت له حسنة كاملة ) متفق عليه.
الجواب الثاني : أن يوسف عليه السلام لم يقع منه الهم أصلا ، بل هو منفي عنه لوجود البرهان .إلى أن قال : هذا الوجه الذي اختاره أبو حسان وغيره هو أجرى على قواعد اللغة العربية ” اهـ .
الإسلام سؤال وجواب