المنافقون لا يستطيعون السجود لله يوم القيامة بخلاف عصاة المؤمنين
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوانجودة الطباعة - أسودملف نصّي
المنافقون لا يستطيعون السجود لله يوم القيامة بخلاف عصاة المؤمنين
دلت السنة الصحيحة على أن الأمم تدعى يوم القيامة لتتبع من كانت تعبد، فمن كان يعبد الحجر أو الشجر، تبع الحجر أو الشجر، وألقوا في النار.
ولا يبقى إلا أهل التوحيد وفيهم المنافقون الذين كانوا يظهرون الإسلام كذبا ورياء، فيأتيهم الله تعالى وهم في هذا الموقف، فيخر له من كان يسجد في الدنيا ، إخلاصا لا نفاقا. ولا يتمكن المنافق من السجود.
روى البخاري عن أبي سعيد رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، فيبقى كل من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا
وعلم بهذا أن عصاة المؤمنين يسجدون لله؛ لأمرين: الأول: أنهم كانوا يسجدون لله في الدنيا من تلقاء أنفسهم، أي إخلاصا. الثاني: أنه بعد السجود، ينفصل المنافقون عن المؤمنين ويضرب بينهم بسور، ثم يعبر المؤمنون الصراط، ولا يعبره غيرهم، فمنهم الناجي، ومنهم الساقط في النار، وهؤلاء هم العصاة.
فالعصاة يسجدون الله، ويمتازون عن المنافقين، ويعبرون الصراط، ويسقط منهم في النار من شاء الله له أن يعذب.
قال الإمام محمد بن نصر المروزي رحمه الله: “ومن ذلك أن المنافقين ميزوا يوم القيامة من المؤمنين بالسجود، قال الله: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة} [القلم: 43] .
وذلك أن المؤمنين لما نظروا إلى ربهم ، خروا له سجدا، ودعي المنافقون إلى السجود ، فأرادوه ، فلم يستطيعوا، حيل بينهم وبين ذلك ، عقوبة لتركهم السجود لله في الدنيا، قال الله: {وقد كانوا يدعون إلى السجود} [القلم: 43] ؛ يعني في الدنيا، {وهم سالمون} [القلم: 43] مما حدث في ظهورهم، مما حال بينهم وبين السجود” انتهى
الإسلام سؤال وجواب