أقسام خطاب الله الوارد في القرآن
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوانجودة الطباعة - أسودملف نصّي
أقسام خطاب الله الوارد في القرآن
قال ابن العربي : ” الخطاب في القرآن لم يرد بابا واحدا، ولكن اختلفت موارده على وجوه ، منها في غرضنا هذا ثلاثة:
الأول: خطاب توجه إلى جميع الأمة، كقول: يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة [المائدة: 6] وكقوله: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام [البقرة: 183] ونحوه.
الثاني: خطاب خص به النبي – صلى الله عليه وسلم – كقوله: ومن الليل فتهجد به نافلة لك [الإسراء: 79].
وكقوله في آية الأحزاب: خالصة لك من دون المؤمنين [الأحزاب: 50]؛ فهذان مما أفرد النبي – صلى الله عليه وسلم – بهما، ولا يشركه فيهما أحد، لفظا ومعنى، لما وقع القول به كذلك.
الثالث: خطاب خص به النبي – صلى الله عليه وسلم – قولا، ويشركه فيه جميع الأمة معنى وفعلا، كقوله: أقم الصلاة لدلوك الشمس [الإسراء: 78]، وكقوله: فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم [النحل: 98]، وكقوله: وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة [النساء: 102].
فكل من دلكت عليه الشمس مخاطب بالصلاة، وكذلك كل من قرأ القرآن مخاطب بالاستعاذة، وكذلك كل من خاف، يقيم الصلاة بتلك الصفة.
ومن هذا القبيل قوله: خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها [التوبة: 103] فإنه – صلى الله عليه وسلم – الآمر بها، والداعي إليها، وهم المعطون لها، وعلى هذا المعنى جاء قوله: يا أيها النبي اتق الله [الأحزاب: 1] و : يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن [الطلاق: 1]”