فضائل الأعمال لا تكفر حقوق العباد
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوانجودة الطباعة - أسودملف نصّي
فضائل الأعمال لا تكفر حقوق العباد
مكفرات الذنوب كثيرة ، منها : التوبة والاستغفار والقيام بالطاعات ، وإقامة الحدود على من فعل ما يوجب حدا ، وغير ذلك .
وفضائل الأعمال كالصلاة الصيام والحج وغيرها لا تكفر إلا الصغائر عند جمهور أهل العلم ، وتكفر حقوق الله فقط .
أما المعاصي المتعلقة بحقوق العباد فإنها لا تكفر إلا بالتوبة منها ، ومن شروط التوبة منها : رد المظلم إلى أهلها .
روى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين.
قال النووي : وأما قوله صلى الله عليه وسلم : (إلا الدين) ففيه تنبيه على جميع حقوق الآدميين , وأن الجهاد والشهادة وغيرهما من أعمال البر لا يكفر حقوق الآدميين , وإنما يكفر حقوق الله تعالى ” انتهى .
هذا فيما يتعلق بالحقوق المادية كالمال المأخوذ غصبا أو باحتيال ، أما الحقوق المعنوية كالقذف والغيبة فإن كان المظلوم قد علم بالظلم فلا بد من الاعتذار إليه وطلب المسامحة ، وإن لم يكن علم بذلك فإنه لا يعلمه ، بل يدعو ويستغفر له ، لأن إخباره بذلك قد يسبب نفورا ويوقع بينهما العداوة والبغضاء .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وفي الحديث الصحيح : ( من كان عنده لأخيه مظلمة في دم أو مال أو عرض فليأته فليستحل منه قبل أن يأتي يوم ليس فيه درهم ولا دينار إلا الحسنات والسيئات . فإن كان له حسنات وإلا أخذ من سيئات صاحبه فطرحت عليه ثم يلقى في النار ) أو كما قال . وهذا فيما علمه المظلوم ، فأما إذا اغتابه أو قذفه ولم يعلم بذلك فقد قيل : من شرط توبته إعلامه . وقيل : لا يشترط ذلك ، وهذا قول الأكثرين وهما روايتان عن أحمد . لكن قوله (في) مثل هذا أن يفعل مع المظلوم حسنات كالدعاء له والاستغفار وعمل صالح يهدى إليه يقوم مقام اغتيابه وقذفه . قال الحسن البصري : كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته ” انتهى .
الإسلام سؤال وجواب