حكم استعمال ( لو )
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوانجودة الطباعة - أسودملف نصّي
حكم استعمال ( لو )
استعمال ‘ لو ‘ فيه تفصيل على الوجوه التالية :
*الوجه الأول : أن يكون المراد بها مجرد الخبر فهذه لا بأس بها مثل أن يقول الإنسان لشخص : لو زرتني لأكرمتك ، أو لو علمت بك لجئت إليك .
*الوجه الثاني : أن يقصد بها التمني فهذه على حسب ما تمناه إن تمنى بها خيرا فهو مأجور بنيته ، وإن تمنى بها سوى ذلك فهو بحسبه ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ، في الرجل الذي له مال ينفقه في سبيل الله وفي وجوه الخير ورجل آخر ليس عنده مال ، قال : لو أن لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل عمل فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (هما في الأجر سواء ) والثاني رجل ذو مال لكنه ينفقه في غير وجوه الخير فقال رجل آخر : لو أن لي مـثـل مال فلان لـعـمـلت فـيـه مثـل عمـل فـلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هـمـا فـي الـوزر سـواء ) فـهـي إذا جـاءت للتمني تـكـون بـحـسـب مـا تـمـنـاه الـعـبـد إن تـمـنـى خـيـرا فـهـي خـيـر ، وإن تمنى سوى ذلك فله ما تمنى .
*الوجه الثالث : أن يراد بها التحسر على ما مضى فهذه منهي عنها ، لأنها لا تفيد شيئا وإنما تفتح الأحزان والندم وفي هذه يقول الرسول ، صلى الله عليه وسلم : ‘ المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ، ولا تعجز ، وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت لكان كذا ، فإن لو تفتح عمل الشيطان ‘ . وحقيقة أنه لا فائدة منها في هذا المقام لأن الإنسان عمل ما هو مأمور به من السعي لما ينفعه ولكن القـضـاء والـقدر كـان بـخـلاف مـا يـريد فكلمة ‘ لو ‘ فـي هـذا الـمـقـام إنما تفتح باب الندم والحزن ، ولهذا نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين