اقبل الهدية ولو كانت متواضعة
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوانجودة الطباعة - أسودملف نصّي
اقبل الهدية ولو كانت متواضعة
التواضع من أحسن الخلال ، وأكرم الخصال ، وهو خلق الأنبياء والمرسلين ، وشيمة الأولياء والصالحين ، وذلك بلين الجانب للناس ، وخفض الجناح لهم ، والنزول عند حاجاتهم ورغباتهم . فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أكمل المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلاقا ، الموطؤون أكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون ، ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف ) أخرجه الطبراني وحسنه الألباني
ومن أعظم سمات المتواضعين قبول الهدية مهما كان قدرها ، وعدم النظر إلى قيمتها وقدرة من أهدى على شراء أفضل منها ، بل ينبغي النظر إليها بعين الرضا والامتنان ، واستشعار أن الهدية الحقيقية هي المحبة الباعثة عليها وليست في قيمتها .
وهذا سيد البشر ، وخاتم الأنبياء والمرسلين ، حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، على عظم قدره ، وجلالة شأنه ، كان يقبل الهدية ولو كانت كراعا أو شربة لبن . قال صلى الله عليه وسلم ( لو دعيت إلى كراع لأجبت ، ولو أهدي إلي كراع لقبلت ) رواه البخاري . يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله : وفي الحديث دليل على حسن خلقه صلى الله عليه وسلم ، وتواضعه ، وجبره لقلوب الناس ، وعلى قبول الهدية ، وإجابة من يدعو الرجل إلى منزله ، ولو علم أن الذي يدعوه إليه شيء قليل ، وفيه الحض على المواصلة والتحاب والتآلف وإجابة الدعوة لما قل أو كثر ، وقبول الهدية كذلك “.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها ) رواه البخاري
وقد أهدت أم الفضل للنبي صلى الله عليه وسلم شربة لبن فقبلها . كما في البخاري ومسلم ، وأهدى له أبو طلحة ورك أرنب فقبله . رواه البخاري ومسلم ، ولا تكاد تحصى المواقف التي قبل النبي صلى الله عليه وسلم فيها هدايا الناس ولو صغرت .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : ( يا نساء المسلمات ! لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة ) متفق عليه ، فرسن الشاة : حافرها.
بل جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن رد الهدية :فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( أجيبوا الداعي، ولا تردوا الهدية، ولا تضربوا المسلمين )
رواه أحمد وصححه الألباني
الإسلام سؤال وجواب