هل المشي حافيا أحيانا من السنة ؟
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوانجودة الطباعة - أسودملف نصّي
هل المشي حافيا أحيانا من السنة ؟
روى أبو داود وأحمد عن عبد الله بن بريدة : ” أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر، فقدم عليه .فقال : أما إني لم آتك زائرا، ولكني سمعت أنا وأنت حديثا من رسول الله صلى الله عليه وسلم رجوت أن يكون عندك منه علم .قال: وما هو؟ قال: كذا وكذا.قال: فما لي أراك شعثا وأنت أمير الأرض ؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن كثير من الإرفاه .قال: فما لي لا أرى عليك حذاء؟ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نحتفي أحيانا ” ، وصححه الألباني
قال ابن الأثير : (الإرفاه) : هو كثرة التدهن والتنعم.وقيل : التوسع في المشرب والمطعم، وهو من الرفه: ورد الإبل، وذاك أن ترد الماء متى شاءت . أراد : ترك التنعم والدعة ولين العيش ؛ لأنه من زي العجم وأرباب الدنيا ” انتهى .
وقوله : ” كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نحتفي أحيانا ”
أي : نمشى حفاة ، حينا بعد حين .فذهب غير واحد من أهل العلم إلى أنه يستحب الاحتفاء أحيانا .والحكمة من هذا: تعويد النفس على الخشونة ، وإبعادها عن الدعة ، وتطبيعها على الزهد ، واحتقار الدنيا .
قال المناوي : إن أمن تنجس قدميه ، ككونه في أرض رملية مثلا ولم يؤذه : فهو محبوب أحيانا – يعني المشي حافيا – بقصد هضم النفس وتأديبها، ولهذا ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمشي حافيا ومنتعلا، وكان الصحب يمشون حفاة ومنتعلين ” .انتهى
وقال الشيخ ابن عثيمين : لبس النعال من السنة ، والاحتفاء من السنة أيضا، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة الإرفاه ، وأمر بالاحتفاء أحيانا ، فالسنة أن الإنسان يلبس النعال لا بأس، لكن ينبغي أحيانا أن يمشي حافيا بين الناس ، ليظهر هذه السنة التي كان بعض الناس ينتقدها، إذا رأى شخصا يمشي حافيا قال: ما هذا؟ هذا من الجهال! وهذا غلط؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن كثرة الإرفاه ، ويأمر بالاحتفاء أحيانا ” .انتهى
فيستحب للإنسان أن يمشي حافيا أحيانا ، إلا إذا كان بأرض إذا مشى فيها حافيا تعرض للضرر والأذى ، فإنه حينئذ لا يمشي إلا منتعلا .
الإسلام سؤال وجواب