موقف المؤمن من الابتلاء
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوانجودة الطباعة - أسودملف نصّي
موقف المؤمن من الابتلاء
إن المصائب والبلاء امتحان للعبد ، وهي علامة حب من الله له ؛ إذ هي كالدواء ، فإنه وإن كان مرا إلا أنـك تقدمه على مرارته لمن تحب – ولله المثل الأعلى – ففي الحديث الصحيح : ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله عز وجل إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط ) رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني .
ونزول البلاء خير للمؤمن من أن يدخر له العقاب في الآخرة ، وكيف لا وفيه ترفع درجاته وتكفر سيئاته ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبـــه حتى يوافيه به يوم القيامة ) رواه الترمذي وصححه الألباني.
وقال الحسن البصري رحمه الله : لا تكرهوا البلايا الواقعة ، والنقمات الحادثة ، فلرب أمر تكرهه فيه نجاتك ، ولرب أمر تؤثره فيه عطبك – أي : هلاكك – .
وقال الفضل بن سهل : إن في العلل لنعما لا ينبغي للعاقل أن يجهلها ، فهي تمحيص للذنوب ، وتعرض لثواب الصبر ، وإيقاظ من الغفلة ، وتذكير بالنعمة في حال الصحة ، واستدعاء للتوبة ، وحض على الصدقة .
والمؤمن يبحث في البلاء عن الأجر ، ولا سبيل إليه إلا بالصبر ، ولا سبيل إلى الصبر إلا بعزيمة إيمانية وإرادة قوية .وليتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) رواه مسلم
وعلى المسلم إذا أصابته مصيبة أن يسترجع ويدعو بما ورد .
قال الله تعالى : وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون .
وروى مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله ” إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها ” إلا أخلف الله له خيرا منها ) . قالت : فلما مات أبو سلمة قلت : أي المسلمين خير من أبي سلمة ؟! أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الإسلام سؤال وجواب