الموت والأجل
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوانجودة الطباعة - أسودملف نصّي
الموت والأجل
الحمد لله … الموت والأجل من قضاء الله وقدره الذي كتبه في اللوح المحفوظ عنده سبحانه قبل أن يخلق الخلائق بخمسين ألف سنة ، فلا يلحقه تغيير ولا تبديل ؛ فقد كتبه سبحانه بعلمه الذي لا يخطئ ، ومشيئته التي لا تتخلف .
يقول الله عز وجل :( وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين . ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون ) المنافقون/10-11.
ويقول تبارك وتعالى :( قال يا قوم إني لكم نذير مبين . أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون . يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون ) نوح/2-4.
وذلك لا يعني أن الموت والأجل غير خاضعين لقانون السببية الذي خلقه الله في هذا الكون ، بل أمر الموت كسائر ما يقدر في هذه الدنيا مبني على الأسباب المادية المكتوبة أيضا في اللوح المحفوظ .
…وكذلك الموت : له أسبابه المادية التي يعلمها جميع الناس ، كالسقوط من شاهق ، والجرح الغائر في المقاتل ، والأمراض الخطيرة ، ونحو ذلك .
كما له أسبابه المادية التي تؤخره وتؤجله : كحفظ الصحة ، والبعد عن أماكن الخطر ، ونحو ذلك .
وأيضا الأسباب المعنوية التي أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنها تزيد في العمر وتمد الأجل ، كالدعاء ، وصلة الرحم ، وبر الوالدين ، وأعمال البر كلها .
عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( من سره أن يبسط له رزقه أو ينسأ له فى أثره فليصل رحمه ) . متفق عليه .وعن سلمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يرد القضاء إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر )رواه الترمذي وحسنه الألباني
فمن أتى بهذه الأسباب استحق زيادة العمر ، ومن نقص أسباب الحياة فقد عرض نفسه للموت ، وكل ذلك – سواء الأسباب أو المسببات – معلومة مكتوبة عند الله تعالى في ابتدائها وانتهائها ، لا تتغير لأنها معلومة لله على ما ستكون ، مهما غير العبد من أسبابه ، رفعت عنها الأقلام ، وجفت بها الصحف .
وهذا معنى قوله سبحانه :( وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير ) فاطر/11.
الإسلام سؤال وجواب باختصار