شرح حديث : ( ولا تنافسوا )
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوانجودة الطباعة - أسودملف نصّي
شرح حديث : ( ولا تنافسوا )
روى مسلم عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ( إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا.
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بأن يكونوا إخوة متحابين ، ونهاهم عما يفسد عليهم هذه المحبة : من سوء الظن ، والتجسس ، والتنافس على الدنيا ، والتحاسد ، والتباغض والتدابر .
قال ابن عبد البر: ” قوله : ( ولا تنافسوا ) المراد به التنافس في الدنيا، ومعناه طلب الظهور فيها على أصحابها ، والتكبر عليهم ، ومنافستهم في رياستهم ، والبغي عليهم ، وحسدهم على ما آتاهم الله منها . وأما التنافس والحسد على الخير ، وطرق البر : فليس من هذا في شيء ” .انتهى
فإذا أدت المنافسة إلى محرم ، أو شغلت عن واجب : فهي حرام منهي عنها.
روى البخاري ومسلم عن عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( والله لا الفقر أخشى عليكم ، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم ، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم .
قال الحافظ ابن حجر : ” التنافس من المنافسة ، وهي الرغبة في الشيء ومحبة الانفراد به والمغالبة عليه ، وأصلها من الشيء النفيس في نوعه .قوله (فتهلككم) أي لأن المال مرغوب فيه ، فترتاح النفس لطلبه فتمنع منه ، فتقع العداوة المقتضية للمقاتلة ، المفضية إلى الهلاك ، قال ابن بطال: فيه أن زهرة الدنيا ينبغي لمن فتحت عليه أن يحذر من سوء عاقبتها ، وشر فتنتها، فلا يطمئن إلى زخرفها ولا ينافس غيره فيها ” انتهى
وقد أجمل الحافظ ابن حجر رحمه الله أحكام المنافسة في قوله: ” التنافس : إن كان في الطاعة فهو محمود ، ومنه (فليتنافس المتنافسون)، وإن كان في المعصية فهو مذموم ، ومنه (ولا تنافسوا)، وإن كان في الجائزات : فهو مباح ” انتهى . والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب